• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

اعتراضات اليزدي على ابن الحاجب في مضارع "فَعِل"

اعتراضات اليزدي على ابن الحاجب في مضارع "فَعِل"
قصي جدوع رضا الهيتي


تاريخ الإضافة: 30/6/2015 ميلادي - 13/9/1436 هجري

الزيارات: 7167

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اعتراضات اليزدي على ابن الحاجب

في مضارع "فَعِلَ"


قال ابن الحاجب في مضارع "فَعِلَ" المثال المكسور العين: (وإنْ كانَ عَلَى فَعِلَ فُتِحَتْ عَيْنُهُ أَوْ كُسِرَتْ إِنْ كانَ مِثالاً)[1].

 

يقول اليزدي: (وقوله: أو كسرت عينه إن كان مثالاً، فيه نظر؛ لأنَّه لا يخلو إما أن يكون معناه: يُكْسَر عينه في كل ما كان مثالاً، فينتقض بكل مثال جاء مفتوح العين كيَوْجَل ويَوْحَلُ، وإما أن يكون معناه: لا تكسر العين إلا إذا كان مثالاً، والظاهر أن مراده هذا؛ لأنَّه لو حمل على المعنى الأول لكان قوله[2]: أو فتحت إن كانت العين أو اللام حرف حلق في فعل المفتوح العين... غير سديد، لورود مثل: دَخَلَ يَدْخُلُ، ونَبَحَ يَنْبِحُ، وإن أراد المعنى الثاني فينتقض أيضًا بمثل: حَسِبَ يَحْسِبُ؛ إذ هو ليس بمثال، وقد كسر)[3].

 

إن قياس مضارع "فَعِلَ" بكسر العين - كما هو معروف - يكون على "يَفْعَلُ" بفتح العين، سواء أكان صحيحًا، نحو: عَلِمَ يَعْلَمُ، وأَمِنَ يأمَنُ، وعَضَّ يَعَضُّ، أم معتلاًّ نحو: وَجِعَ يَوْجَعُ، وخافَ يَخافُ، ورَضِيَ يَرْضَى، وقد خرج عن ذلك أفعال جاء مضارعها بالكسر وحده، وهي: وَرِثَ يَرِثُ، ووَلِيَ يَلِي، ووَرِمَ يَرِمُ، ووَرِعَ يَرِعُ، ووَثِقَ يَثِقُ، ووَمِقَ يَمِقُ، ووَفِقَ يَفِقُ، ووَرِيَ المخ يري، ووَجِدَ يَجِدُ، وآنَ يَئِينُ[4]، وطاحَ يَطِيحُ، وتاهَ يَتِيهُ[5]، وأفعال أخرى جاء مضارعها بالفتح والكسر، وهي: حَسِبَ يَحْسَِبُ، ونَعِمَ يَنْعَِمُ، ويَبِسَ يَيْبَِسُ، وبَئِسَ يَبْأَسُ ويَبْئِسُ، ويَئِسَ يَيْئَسُ ويَيْئِسُ، ووَغِرَ يَوْغَرُ ويَغِرُ، ووَحِرَ يَوْحَرُ ويَحِرُ، ووَلِهَ يَوْلَهُ ويَلِهُ، ووَهِلَ يَوْهَلُ ويَهِلُ[6]، والمتمعن في قول ابن الحاجب السابق وعبارته: (أو كسرت إن كان مثالاً) يلحظ في قوله إطلاقًا غير سليم، مما دفع اليزدي إلى الاعتراض عليه، وكان اعتراضه وجيهًا من خلال النظر إلى الأفعال السابقة، ولم يكن اليزدي أول من اعترض على هذه العبارة، بل سبقه ابن الناظم، والرضي.

 

أما اعتراض ابن الناظم، فتمثل بقوله: (كلام مبهم، وتقسيم غير صحيح؛ لأن المثال ما فاؤه واو أو ياء، فإن كان على "فَعِلَ" فاؤه ياء لم يَجئ في عين مضارعِه إلا الفتح، نحو: يَئِسَ يَيْئَسُ، ويَقِظَ يَيْقَظُ، بالفتح لا غير[7]، وإن كان واوًا فمنه ما لزم الفتح في عين مضارعه على الأصل، نحو: وَجِلَ يَوْجَل، ووَحِلَ يَوْحَل، ومنه ما لزم الكسر توصلاً إلى التخفيف، نحو: وَلِيَ يَلِي، ووَرِيَ المخُّ يَرِي؛ إذا اكتنز، ومنه ما جاء بالوجهين، نحو: وَغِرَ يَغِرُ ويَوْغَرُ، ووَحِرَ يَحِرُ ويَوْحَرُ)[8].

 

وإذا انتقلنا من ابن الناظم إلى الرضي، وجدناه يعترض على قول ابن الحاجب بقوله: (فقوله: أو كسرت إن كان مثالاً؛ أي: مثالاً واويًّا، وليس الكسر بمطرد في كل مثال واوي أيضًا، فما كان ينبغي له هذا الإطلاق)[9].

 

والذي يلحظ أيضًا في قول ابن الحاجب المارِّ ذكرُه أنَّ كسر العين في مضارع "فَعِلَ" المثالِ قياسيٌّ، وفي غيره سماعي، وتبعه في هذا ركن الدين[10]، والجاربردي[11]، وقد وهم أحد الباحثين إذ نسب هذا المذهب إلى أبي حيان الأندلسي والسيوطي، فقال: (وهذا مذهب ابن الحاجب، والسيوطي، وأبي حيان، وركن الدين، والجاربردي، فالسيوطي يجعل ذلك واجبًا في المثال، وجائزًا في الصحيح مع الفتح، وكذا فعل الباقون)[12].

 

وهذا الكلام غير سديد؛ لأن أبا حيان لم يجعل الكسر واجبًا في المثال على الإطلاق وجائزًا في الصحيح فقط؛ وإنما جعله واجبًا في عدد من الأفعال، وجائزًا في الصحيح والمثال، فقال: (وأما "فَعِلَ"، فقياس مضارعه "يَفْعَلُ" بفتح العين، وجاء بكسرها وجوبًا في مضارع وَمِقَ ووَثِقَ ووَفِقَ ووَلِيَ ووَرِثَ ووَرِعَ ووَرِمَ ووَرِيَ المخُّ ووَعِمَ، وبكسرها جوازًا مع الفتح في مضارع حَسِبَ ونَعِمَ وبَئِسَ ويَئِسَ ووَغِرَ ووَحِرَ ووَلِهَ ووَهِلَ ووَلِعَ ووَزِعَ ووَهِنَ ووَبِقَ ووَلِغَ ووَصِبَ ووَرِعَ...)[13].

 

أما السيوطي، فقد نقل هذا الكلام - أي: كلام أبي حيان - نفسه في المزهر[14]، ومما لا شك فيه أن الباحث لم يفرق بين الفعل الصحيح نحو: "حَسِبَ"، والفعل المعتل أو ما يسمى بالمثال، نحو: "وَغِرَ".

 

أمَّا غيره من النحاة، فقد جعلوا الكسر في المثال وفي غيره سماعيًّا؛ إذ القياس عندهم في فَعِلَ "يَفْعَلُ" بفتح العين، وما جاء مخالفًا له، فهو شاذٌّ، وهذا مذهب الصيمري[15]، والثمانيني[16]، وابن سيده[17]، والزنجاني[18]، وابن عصفور[19]، وابن مالك[20]، وابن الناظم[21]، والساكناني[22].

 

فابن مالك يرى أن ما كان على فَعِلَ فقياس مضارعه أن يجيء على يَفْعَلُ، وما كسرت عين مضارعه فمقصور على السماع: (وهو على ضربين؛ أحدهما: متعين فيه الكسر، وهو ثمانية أفعال أولها وَمِقَ، وآخرها وَرِيَ المخ، والآخر: مرويٌّ فيه الفتْح والكسر، ففتحه على القياس، وكسره شاذ، وهو تسعة أفعال، أولها حَسِبَ وآخرها وَهِلَ)[23].

 

والساكناني يقول: (أو كسرت إن كان مثالاً واويًّا كوَمِقَ يَمِقُ، ووَرِثَ يَرِثُ، فإن قلت: لما بدت وجوب المخالفة بينهما فهل يحكم بكونه من الشواذ؟ قلت: مِن العربية ترك قياس لقياس... كترك قياس الفتح لقياس حذف الواو، وذهب بعض المتقدمين وأكثر المتأخِّرين من البصريين والكوفيين إلى أنَّه مِن الشواذ، وهو الأظهر، إلا أنه غير مُختار عند المصنِّف)[24].

 

ومن هذا يتجلى لنا أن إطلاق كسر عين المثال في المضارع غير دقيق؛ لما يَنقضه، من نحو: وَسِنَ يَوْسَنُ، وأنَّ باب فَعِلَ يَفْعِلُ قليل، والأفعال الواردة عليه قليلة لا تقوم بجعلها قياسًا مطردًا.

 

وقد ذهب نقره كار[25] إلى نحو مما ذهب إليه اليزدي، بيد أنه رأى لو ذكر ابن الحاجب بعد قوله: "مثالاً" غالبًا، لكان أولى، وهناك من شراح الشافية من حاول أن يجد مسوغًا لما قاله ابن الحاجب كعصام الدين الإسفراييني، وابن الغياث، فقال عصام الدين: (أو كسرت إن كان مثالاً، لا بمعنى أنَّه يجب الكسر؛ بل يجوز، وإلا فيشكل بيَئِسَ يَيْئَسُ، فإن الكسر فيه شاذٌّ على ما في القياس[26])[27].

 

ويرى ابن الغياث أن فتح العين في المضارع هو القياس، وما جاء مكسورًا على حسب السماع: (إلا أنَّه لم يسمع إلا إن كان مثالاً واويًّا؛ نحو: وَرِثَ يَرِثُ، ووَلِيَ يَلِي، ووجهه في المثال الواوي أنَّه يحصل موجب حذف الواو، أعني توسطها بين الياء المفتوحة والكسرة، فيحصل التخفيف، والمعنى أنه لا يوجد الكسر إلا في المثال كما قلنا في قوله[28]: أو فتحت إن كانت العين أو اللام حرف حلق، لا أنَّ كلَّ مثال يجب كسر عينه، وسيجيء من كلامه في الإعلال[29]، في عدم بناء نحو: وَدَدْتُ بالفتح ما يدلُّ على أنَّ هذا مراده، وقد شذَّ كسرُ غير المثال، نحو: حَسِبَ يَحْسِبُ)[30].

 

وما ذكره عصام الدين الإسفراييني فيه نظر؛ لأن كسر العين في مضارع "فَعِلَ" المثال الواوي نحو: وَرِثَ يَرِثُ، واجبٌ وليس بجائز؛ ليحصل التخفيف - حينئذٍ - بحذْف الواو؛ لوقوعها بين ياءٍ مفتوحة وكسرة لازمة؛ ولأنها لو فتحت من نحو: وَلِيَ يَلِي، لأدى إلى الاستثقال إن بقيت الواو التي هي فاء في المضارع، وإلى إعلالين إن حذفت الواو، وهما: حذفها وقلب الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها[31].

 

وهذا ما أشار إليه سيبويه إذ قال: (و"وَلِيَ يَلِي"، أصل هذا "يَفْعَلُ"، فلما كانت الواو في "يَفْعَلُ" لازمة وتستثقل، صرفوه من باب "فَعِلَ يَفْعَلُ" إلى باب يلزمه الحذف، فشركت هذه الحروف "وَعَدَ"[32]، كما شركت "حَسِبَ يَحْسِبُ" وأخواتها "ضَرَبَ يَضْرِبُ"، و"جَلَسَ يَجْلِسُ"، فلما كان هذا في غير المعتل، كان في المعتلِّ أقوى)[33].



[1] الشافية في علم التصريف: 23.

[2] ينظر: المصدر نفسه: 23، وشرح الشافية؛ لليزدي: 1 / 237.

[3] شرح الشافية؛ لليزدي: 1 / 250 - 251.

[4] أصله: أَوِنَ بكسر العين، لأنه لو كان بفتح العين في الماضي لكان مضارعه يؤون؛ ينظر: الكتاب: 4 / 345، وشرح الشافية؛ للرضي: 1 / 136، وشرح الشافية؛ لركن الدين: 1 / 278.

[5] قال سيبويه في الكتاب: 4 / 344: "وأما طاح يطيح وتاه يتيه، فزعم الخليل أنهما فَعِلَ يَفْعِلُ بمنزلة حَسِبَ يَحْسِبُ، وهي من الواو، ويدلك على ذلك طوحت وتوهت، وهو أطوح منه وأتوه منه..."، وقال أيضًا: 4 / 345: "وقال: آن يئين، فهو فَعِلَ يَفْعِلُ؛ من الأوان، وهو الحين".

[6] تنظر هذه الأفعال في: الكتاب: 4 / 38، 54، والمنتخب من غريب كلام العرب: 2 / 561، وكتاب الأفعال لابن القوطية: 17، وتهذيب كتاب الأفعال لابن القطاع: 1 / 12، 14، وفتح الأقفال: 28، 30.

[7] هذا كلام غير سليم، قال سيبويه في الكتاب: 4 / 38: "وقد بنوا فَعِلَ على يَفْعِلُ في أحرف، كما قالوا: فَعُلَ يَفْعُلُ، فلزموا الضمة وكذلك فعلوا بالكسرة، فشبه به، وذلك حَسِبَ يَحْسِبُ، ويَئِسَ يَيْئِسُ، ويَبِسَ يَيْبِسُ، ونَعِمَ يَنْعِمُ".

[8] بغية الطالب: 25، 27.

[9] شرح الشافية؛ للرضي: 1 / 136.

[10] ينظر: شرح الشافية؛ لركن الدين: 1 / 280.

[11] ينظر: شرح الشافية؛ للجاربردي: 56.

[12] ينظر: اعتراضات الرضي على ابن الحاجب في شرح الشافية: 169.

[13] الارتشاف: 1 / 76، 77.

[14] ينظر: المزهر: 2 / 43.

[15] ينظر: التبصرة والتذكرة: 2 / 746، 478.

[16] ينظر: شرح التصريف: 379، 431.

[17] ينظر: المخصص: 4 / 278.

[18] ينظر: تصريف العزي: 16.

[19] ينظر: الممتع: 2 / 432، 434.

[20] ينظر: شرح التسهيل لابن مالك: 3 / 438.

[21] ينظر: زبدة الأقوال: 39.

[22] ينظر: الكافية في شرح الشافية، "لوحة 25".

[23] شرح التسهيل لابن مالك: 3 / 438.

[24] الكافية في شرح الشافية، "لوحة 25".

[25] ينظر: شرح الشافية؛ لنقره كار: 36.

[26] ينظر: القاموس المحيط: 1 / 582.

[27] شرح الشافية؛ لعصام الدين الإسفراييني: 33.

[28] ينظر: المناهل الصافية: 1 / 79.

[29] قال ابن الحاجب في الشافية: 95: "وتحذف الواو من نحو: يَعِدُ ويَلِدُ؛ لوقوعها بين ياء وكسرة أصلية، ومن ثم لم يُبْنَ مثل: وَدَدْتُ - بالفتح - لما يلزم من إعلالين في يَدّ".

[30] المناهل الصافية: 1 / 83.

[31] ينظر: شرح الشافية؛ لنقره كار: 36، والمناهج الكافية: 36.

[32] لأن مضارعه "يَعِدُ" وهو في الأصل "يَوْعِدُ"، فحذفت الواو؛ لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة أصلية.

[33] الكتاب: 4 / 54.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة